كيف تختار الحياة المهنية الأنسب لك؟

image

يقضي الفرد ثلث حياته في العمل؛ أي ما يُقارب من 25 إلى 30 عامًا. ماذا لو قضيت هذه السنوات في التوتر والكفاح من أجل تحقيق النجاح، ووجدت نفسك بلا إنجازات كبيرة تُذكر بعد التقاعد؟

إن اختيار حياة مهنية تعكس شغفك وشخصيتك ومهاراتك يُؤتي ثماره، وستجد نفسك شخصًا ناجحًا ومؤثرًا في نهاية المطاف. ولكن، كيف تختار حياة مهنية مثالية فيما نعيشه اليوم من سوق عمل دائم التغير؟

يهدف هذا المقال إلى مساعدتك للوقوف على أرض صلبة عند تحديد حياتك المهنية. 

لماذا من المهم أن تبدأ الآن في رسم مسار حياتك المهنية؟

الوقت: يمكن أن يستهلك متوسط الحياة المهنية ما بين 20٪ و 60٪ من حياتك.

معيار الحياة: وظيفتك تحدد حياتك كلها؛ إنها السبب وراء حياة مستقرة أو مضطربة.

التأثير: مهما كان الشكل الذي يتخذه مسارك الوظيفي فإنه يؤثر على جميع الجوانب.

الشخصية: شخصيتك هي ما تختار أن تعمله، لذا فإن بناء مسار وظيفي ناجح هو الطريق إلى شخصية ناجحة.

إذًا، كيف تختار مهنة تعبر عنك حقًا؟

خطط لحياتك المهنية من الصفر

يجعلك التخطيط لحياتك المهنية تتميز عن الآخرين ممن يتبعون النظريات التقليدية القديمة أثناء البحث عن وظائف؛ إذا كان بإمكانك معرفة كيفية الحصول على رؤية واضحة جدًا لسوق العمل العالمي الفعلي.

نحن نعيش الآن في زمن إن لم تجد لك فيه وظيفة مناسبة، عليك خلق واحدة بنفسك. إنه عالم "التأثير" بجميع أشكاله.

ضع إطارًا وظيفيًا

لا يجب أن يكون وضع إطار عمل وظيفي علمًا مُعقداً. يمكنك القيام بالخطوات العملية الثلاث التالية:

  • ضع قائمة بالشركات المستهدفة وأصحاب العمل المستهدفين.
  • ضع قائمة بجميع المهن التي يمكن ممارستها.
  • ابحث عن المجالات التي تكون فيها مرشحًا مثاليًا والمجالات التي يمكنك التطور لتصبح متميزًا بها.

صَفَّى قائمة الوظائف الخاصة بك

بعد إنشاء قائمة بالعديد من الوظائف، كُن حريصًا على تصفية هذه القائمة إلى 10 إلى 20 وظيفة فقط لتضييق نطاق الوظائف المستهدفة. واقرأ متطلبات كل وظيفة في القائمة.

في مواقع البحث عن الوظائف، يمكنك العثور على جميع التفاصيل التي تحتاجها حول الوظيفة: الوصف، والمؤهلات العلمية، والمؤهلات الشخصية، وسنوات الخبرة.

حاول تحديد المزيد حول جميع احتمالات التقدم الوظيفي. ضع في قائمة نطاقات الرواتب والطلب في السوق للمقارنة بين المناصب ذات الأجور المرتفعة والأكثر طلبًا لتحدد مساراً مهنياً ناجحاً.

قيّم شخصيتك الداخلية

قبل التخطيط لحياة مهنية وبدأها، يجب أن تحدد قيمك الداخلية وقدراتك وتفضيلاتك ومهاراتك ومواهبك. عليك أن تحدد نقاط القوة المميزة لديك والتي تساعدك على التميز بين الحشود أثناء التقدم للوظائف. ابحث عن إجابة واضحة لما يمكنك إنجازه ولا يستطيع الآخرين إنجازه؟

استخدم برامج التقييم الذاتي والتقييمات المهنية للتعمق ومعرفة المزيد عن سمات شخصيتك، ثم أنشئ  قائمة بالوظائف التي تناسبك تمامًا. ويسعى بعض الأفراد للحصول على تدريب مهني أو استشارات بشأن النمو الوظيفي من الخبراء لتحديد شخصياتهم الحقيقية.

حدد المخاطر الوظيفية

في السابق، كانت الحياة المهنية كالنفق الذي قد تقضي فيه 40 عامًا من حياتك. وكانت العملية كالتالي: تختار النفق، وتدخله، وتبدأ رحلتك فيه، وتنتهي تلك الرحلة التي تستغرق ما يُقارب الأربعون عامًا، في جميع الأحوال، بالتقاعد.

ولكن، سوق العمل اليوم ليس ذلك النفق الذي ربما تكون عالقًا فيه لعشرات السنين؛ إنه ضخم، يهدف إلى الربح لدى جميع الأطراف، ويتطور تِقْنِيًّا باستمرار.

استغل العلاقات والمقابلات الإعلامية

تلعب الشبكات دورًا مهمًا في بدء الحياة المهنية والحصول على وظيفة جديدة. من خلال شبكتك مهنياً، على لينكد إن، أو من خلال معارفك شخصياً يمكنك:

  • إجراء مقابلات إعلامية لجمع المعلومات والحصول على إجابات عن أسئلتك حول أي منصب ترغب في الحصول عليه. يمكنك طرح أسئلة مهمة مثل "كيف بدأت وظيفتك الأولى؟"، "كم عدد سنوات خبرتك؟"، "ما هو موقعك الوظيفي الآن؟" إلخ.
  • نشر أنك تبحث عن وظيفة وقد يُرشحك أحدهم لشغل وظيفة.
  • الوصول إلى سوق العمل الخفي. اليوم، يسأل القائمون بالتوظيف موظفيهم عما إذا كان لديهم أي شخص يمكنهم التوصية به لهذا المنصب قبل نشر إعلان وظيفتهم، لذا فعند النشر على حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أنك الآن تقبل تلقي الفرص جديدة يمكن أن تحصل على الوظيفة.

تعرف على شغفك الداخلي

اسأل نفسك لماذا؟... لماذا سأعمل؟ لماذا أضع خطة؟ لماذا هذه الوظيفة؟ "لماذا" تقودنا دائماً إلى الحقيقة.

اهرب من قفص الرفض... فكر بحرية في رغباتك الداخلية وأحلامك الكبيرة. لا تسجن نفسك في أقفاص "لا أستطيع" أو "هذا مستحيل".

حدد الأولويات... ابدأ بالخطوات التي ستترك تأثيرًا كبيرًا على الرحلة إجمالاً. اجعل طموحاتك كبيرة وتجاوز حدودك لتشعر بالفرق.

ضع في اعتبارك الرغبات المختلفة التي تؤثر على اختياراتك المهنية

شخصيًا: تبحث عن وظيفة مرضية حيث يمكنك التمتع بالاستقرار الوظيفي بنسبة 100٪.

اجتماعيًا: أنت تبحث عن وظيفة تحافظ على هويتك المرموقة لتكون أفضل موظف تريد كل شركة توظيفه. وظيفة يمكنك أن تكون فيها قائدا يتمتع بشخصية كاريزمية ومدير صارم معاً. إنه صراع بين ما يمكنك فعله وما تريد أن تكون.

أسلوب الحياة: أنت تبحث عن وظيفة يمكنك أن تعيش من دخلها تلك الحياة الفاخرة دون أي ضغوط على الإطلاق.

القيم الأساسية: أنت تبحث عن وظيفة إنسانية حيث تكون شجاعًا ورحيمًا ولطيفًا ومنفتحًا.

المال: تبحث عن وظيفة ذات رواتب عالية تحصل فيها على راتب كبير لشراء أحدث صيحات الموضة وتناول الطعام في أفضل المطاعم وقيادة أفخم السيارات.

ضع خطة عمل مهنية

بعد التفكير في:

  • التخطيط لحياتك المهنية من الصفر
  • وضع إطار وظيفي
  • تصفية قائمة الوظائف الخاصة بك
  • تحديد المخاطر المهنية
  • الاستفادة من العلاقات والمقابلات الإعلامية
  • تحديد شغفك الداخلي
  • مراعاة الرغبات المختلفة التي تؤثر على اختياراتك المهنية
  • تقييم شخصيتك الداخلية
ضعها كخارطة طريق حيث تنتقل من النقطة 1 إلى النقطة 2، ثم من 2 إلى 3 حتى تصل إلى هدفك على المدى الطويل. في الواقع، إن تحديد مسار وظيفي والبحث عن وظائف ليس سهلاً. ستواجه العديد من التحديات، ولكن عليك التغلب عليها لتحقيق حلمك. العقبات لا تُعرقل الطريق... إنها الطريق.

ابدأ الآن حياتك المهنية الناجحة مع د.جوب برو!